تدور عجلة مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم من جديد يوم الثلاثاء مع ذهاب الدور ثمن النهائي الذي يشهد موقعتين ناريتين، تجمع الأولى بين روما الإيطالي وريال مدريد الإسباني والثانية بين ليفربول الإنكليزي وإنتر ميلان الإيطالي، فيما يلعب تشلسي الإنكليزي في ضيافة أولمبياكوس اليوناني، ويحل بورتو بطل البرتغال على شالكه الألماني.
في المباراة الأولى التي يحتضنها الملعب الأولمبي في العاصمة الإيطالية، سيتطلع روما وريال مدريد إلى النهوض من جديد بعدما لقي كل منهما خسارة في الدوري المحلي نهاية الأسبوع الماضي.
وكان روما ثاني الدوري الإيطالي قد سقط أمام يوفنتوس الثالث صفر-1، فيما كانت خسارة ريال مدريد أقسى لأنها جاءت على يد بيتيس المتواضع 1-2 من دون أن يؤثر الأمر على صدارته للدوري الإسباني حيث بقي متقدما على غريمه برشلونة بفارق 5 نقاط.
ويمكن أن يستغل روما خط الدفاع المهزوز لريال مدريد، والذي وصفه مؤخراً الحارس إيكر كاسياس بأنه الأفضل في العالم، بيد أن المدرب الألماني برند شوستر اعتبر أن الخسارة أمام بيتيس جاءت بفعل التساهل الذي أظهره اللاعبون "فيما سيكون الدافع موجوداً أمام روما لأنهم يعلمون أنهم سيواجهون فريقاً قوياً".
وبالطبع سيتحسن الوضع الدفاعي لريال بعودة الأرجنتيني غابريال هاينتزه وسيرجيو راموس، فيما سيغيب لاعب الوسط الهولندي النشيط ويسلي سنايدر الذي كسر أحد أضلعه خلال التمارين الأسبوع الماضي.
في المقابل، سيرحب روما مجدداً بالمدافع البرازيلي الدولي جوان على أمل نفض غبار النتائج السيئة، إذ أن الفريق خسر في مباراتين من أصل مبارياته الثلاث الأخيرة.
ويتوقع أن يعتمد المدرب لوتشيانو سباليتي على مهاجم وحيد في خط المقدمة هو القائد فرانشيسكو توتي الذي قد يحظى بمؤازرة لاعبي الجناح البرازيلي مانسيني والفرنسي لودوفيك جولي أو البرازيلي الآخر رودريغو تاداي.
وستكون هذه المواجهة السادسة بين الطرفين ويتفوق ريال بشكل واضح إذ فاز في أربع مباريات وتعادل في واحدة، مقابل فوز واحد لروما، الذي سقط على أرضه أمام الفريق الملكي صفر-3 في كانون الأول/ديسمبر 2004.
وعلى ملعب "أنفيلد رود"، سيكون ليفربول الذي يواجه إنتر ميلان بطل إيطاليا أمام الفرصة الأخيرة لإنقاذ موسمه بإحراز لقب كبير بعد فقدانه الأمل في خطف لقب الدوري وخروجه من مسابقة الكأس على يد بارنسلي من الدرجة الثانية (1-2) نهاية الأسبوع الماضي.
كما أن دوري الأبطال سيكون الأمل الوحيد لمدرب الفريق الإسباني رافاييل بينيتيز الذي قاده إلى اللقب عام 2005، للهروب من المقصلة حيث يبدو الآن مهدداً فعلياً بالإقالة، وهو ذكر بالانجازات التي حققها منذ وصوله إلى الفريق، قائلاً "منذ وصولي إلى ليفربول فزنا في أربعة ألقاب وخضنا سبع مباريات نهائية, كم مدرب نجح في تحقيق أمر مماثل في أول ثلاث أو أربع سنوات له مع فريق جديد؟ لا أحد يستطيع حصد الكؤوس في كل سنة".
ويمكن أن يتنفس بينيتيز الصعداء بعودة المهاجم الإسباني فرناندو توريس والقائد ستيفن جيرارد، إضافة إلى الحارس الإسباني جوزيه راينا.
وتعود آخر مواجهة بين الفريقين إلى عام 1965 في المسابقة الأوروبية العريقة التي كانت تحت تسمية كأس أوروبا للأندية البطلة، حيث فاز إنتر ميلان 3-صفر ذهاباً وليفربول إياباً 3-1 في الدور نصف النهائي في طريقه إلى إحراز لقبه الأخير.
ومن دون شك فان إنتر يسعى إلى استعادة أمجاد الماضي بعدما فرض سيطرته المطلقة على الدوري المحلي في الموسمين الماضي والحالي حيث يتصدر بفارق 11 نقطة عن روما من دون أن يتذوق طعم الخسارة في 23 مباراة.
ورغم أن المدرب روبرتو مانشيني أراح المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش في المباراة الأخيرة أمام ليفورنو فإن الهداف الهندوراسي ديفيد سوازو كان على الموعد بتسجيله هدفي الفوز، علماً أن الفريق الإيطالي سيخوض اللقاء من دون حارسه الأساسي البرازيلي جوليو سيزار الموقوف.
وتبدو فرصة تشلسي في التأهل إلى ربع النهائي أسهل من مواطنه بحيث يلعب أمام أولمبياكوس على ملعب "كارايسكاكي"، لكن عليه توخي الحذر لأن الفرق اليونانية لطالما فرضت على ضيوفها مواجهات صعبة في ظل الدعم الجماهيري الكبير.
ويتسلح تشلسي بعودة أبرز لاعبيه المصابين، وهم الأوكراني آندريه شيفتشنكو وجون تيري، إلى عودة لاعب الوسط الهداف فرانك لامبارد إلى ممارسة هوايته المفضلة بتسجيله هدفين أمام هادرسفيلد في مسابقة الكأس.
ولم يلتق الفريقان في أي مناسبة سابقاً، وقد توقع مدرب أولمبياكوس تاكيس ليمونيس أن يرتقي فريقه إلى مستوى التحدي رغم أنه لم يتمكن من خوض التمارين بشكل اعتيادي بسبب العاصفة القوية التي تضرب اليونان حالياً.
ويواجه ليمونيس مشاكل أكبر لعل أبرزها إصابة المدافع تاسوس بانتوس الذي سيستبدل بالبرازيلي الجديد ليوناردو، فيما تحوم الشكوك حول مشاركة مهاجم نيوكاسل الإنكليزي السابق الكونغولي لومانا لوا لوا، فيما سيكون الصربي داركو كوفاسيفيتش موجوداً وهو الذي يتصدر ترتيب هدافي الدوري اليوناني برصيد 15 هدفا.
ويواجه شالكه اختباراً صعباً أمام بورتو على ملعب "فيلتنز أرينا".
ويحضر متصدر الدوري البرتغالي مع ذكرياته السعيدة إلى غيلسنكيرشن حيث أحرز اللقب للمرة الأخيرة على حساب موناكو الفرنسي (3-صفر) عام 2004 بقيادة المدرب الفذ جوزيه مورينيو.
ويواصل بورتو حصد الانتصارات في البطولة المحلية، وآخرها على ماريتيمو 3-صفر، إذ لم يدخل مرماه إلا سبعة أهداف منذ بداية الموسم، وهو يعتمد بشكل أساسي على خط وسط قوي عماده البرازيليان باولو أسونساو والدولي راؤول ميريليس والأرجنتيني لوتشو غونزاليس.
من جهته، تقهقر شالكه مجدداً بخسارته أمام فولفسبورغ 1-2 في "البوندسليغه"، وهو قدم أداء جيداً في دوري الأبطال حيث تلقى أربعة أهداف فقط، علماً أنه يعول كثيراً على الثنائي الهجومي جيرالد أسامواه وكيفن كورانيي.
وتقام مباريات الإياب في 5 آذار/مارس المقبل.
المصدر: الجزيرة